(مرة اخرى)
مرة اخرى
عائدا ممثلئا بالخيبات
مرة أخري
دموعي تملؤ الكاسات
مرة اخري وككل مرةٍ
شاعرا لا أملك إلا أبياتي
وحيداً غارقا في ملذاتي
ضعيفا هشا أين انا؟
اخرج من النور للمتاهاتِ
استمع للناس من حولي
وقد اكثروا في مواساتي
لا تطيلوا الحديث معي
فهذه الحياة ليست حياتي
فالصبر والجبر كلهم كلماتي
والحب والضجر
والغضب والألم قد انفجروا
ولم يصبح الأمل من مدخلاتي
أريد الوصول ولكن ها نحن
فقد انتهت أزمنة المعجزات
اصبح الحلم ثقيلا علي كاهلي
ومن كان يحميني أصبح الآن قاتلي
فالماضي يؤذيني ولست سعيدا بحاضري
مرة اخري أعود للبيت مثقلا بالوعود الزائفة
وعودي لنفسي لأهلي لأمي
وعودا حالمة..أمانيَ المفرطة
فنفسي مذنبة
آمنت بما املكه ونفسي كاذبة
صبري قد نفد
ونفسي كما هي متعِبة
وإن بحثنا سوف نجد
شخصا بريئا مفتقد
ليومٍ وحيدٍ يعتقد
أن الحياةَ بسيطةٌ
ومن يريد البقاء لا يبتعد
ولكن الحياةَ مريرةْ
مملةٌ وذميمةْ
تسود فيها الايادي الطويلة
والبشر الفاسدة المهينة
لأنفس الضعيف العليلة
ولا ينتصر الخير كالروايات
الشر هنا يتحكم بالنهايات
والامثلة كثيرة وواضحة في الحكايات
النفس أسيرة لحب الخطأ والشهوات
ونفسي تحب الشر
والخير بها ما له مستقَر
أنا واضح وصريح
شيطان نفسي متحكم وطليق
لا ارواغ ولا انافق
ولا اريد بعد موتي ضريح
ولا اصارع للبقاء
فلا انا جند يستريح
ولا الخير فيني مستنير
فأنا لاخطائي مُستبيح
فقد جعلتني الحياة كتمريح
شيطان لا يميل
أريد الآن أن استقيل
استقيل من السعي والمجهود غير المفيد
فالحياة لا تعطي إلا الجاهل..الجاهل السعيد
في عاداتي ليست هذه كلماتي
فأنا اكتب للأملِ وأفضل التوقعاتِ
ولكن الحياة لا ترضي
شخصاً وسط حشودٍ من الطائرات
ووحده..وحده علي الأرضِ
طموحي يتضائل مع الوقتِ
ونفسي تموت داخلي وتذبل وتذبل
وانا اذوب في صمتي
واتوب عن عمد
عن حلم ليس في قدري
عن اسفي وعن قلمي
فلست ادري
اي دقيقة سينتهي عمري
واي دقيقة يتوقف زمني
وأصبِح كحلمي ماضيا منتهي
ماله من الحياة مقتبلِ
هل سأصبح يوما ما اتمني
هل سأصبح يوما علي الأملِ
ام ستظل العتمة ترافقني
وهل ستنتهي الضوضاء في عقلي؟
أم سأظل داخل هذا السجن العلني
سجن الحياة الأسود الأبدي
