الضوء، اعتاد المراهقون التباهي بحبهم للظلام المُقدِم لهم السكينة والهدوء على طبقٍ من ذهب حيث يكمن لهم متسع العصف الذهني الذي عادةً ما يكون عديم القيمة والأهمية وما هو إلا طريقة لتعذيب أنفسهم بشغلها بما يرهقها، تلك الفتاة، اعتادت حب الظلام كذلك أو هذا ما كان يصدر عنها ليطرق مسامع من حولها، لكن بداخلها، أكانت حقًا تفضله عن الضوء الذي لطالما ادعت بغضها له؟ لا أعتقد؛ دائما ما فضلت الأضواء على الظلمة، كانت تتلذذ بتصدرها الدائم أمام الجميع وتردد اسمها على شفاههم، دُمت أسأل نفسي عن ما قد يكمن من لذةٍ خفية في تلك الأضواء، يبذل الممثلون أعمارهم ويفنون حياتهم في سبيل اعتلاء منصة ما ليغمرهم ما يعتليها من مصابيح تسلط عليهم نورها، أحقًا الأمر يستحق كل ذاك العناء؟ الفتاةً أيضًا، تتكبد باستمرارمُقاساة ما يُقال عنها من كلامٍ بذيئ لا يود أحدهم سماعه عن نفسه، لا أدري إن كانت المشكلة في أناسٍ أعطوا ثمنًا وتقديرًا لمن لا يستحق، أمن في من انتهز الفرصة واعتلى ركبهم ليتردد اسمه مسمعهم يومًا تلو الأخر، أيًا يكن فأنا أثق بأنك إن سُلط عليك الضوء مرة؛ لن تتحمل رؤيته يندثر.
